مجلة هلال الهند

Hilal Alhind Journal

ISSN: 2582-9254 (online)

ترشيح الكاتبة وفاء رزاق محمد لجائزة نوبل للآداب ٢٠٢١م

22-08-2021


326 

ترشيح الكاتبة وفاء رزاق محمد لجائزة نوبل للآداب ٢٠٢١م

إعداد: د. تجمل حق

أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية، كلية مهيتوش نندي، هوغلي التابعة لجامعة كلكتا، غرب البنغال، الهند

أيدت لجان ومؤسسات علمية وثقافية وشخصيات بارزة من أنحاء العالم كله ترشيح الكاتبة والشاعرة والروائية الدكتورة وفاء رزاق محمد لجائزة نوبل للآداب ٢٠٢١م ، وقد رشحت لدورتين سابقتين لنيل هذه الجائزة، وتوالت هذه الترشيحات اعترافا بمكانة هذه الكاتبة الفذة التي يتراوح إبداعها بين القصة والرواية والشعر، فصدر لها ١٤ ديوانا في الشعر الفصيح و١١ ديوانا في العامية العراقية، و١٢مجموعة قصصية و ١١ رواية، وأعمالها الشعرية والسردية ناقشت موضوع الإنسان ومعاناته وقهر المجتمعات وقضية المرأة وظاهرة الإرهاب والتطرف الديني وجرائم داعش في العراق وغيرها من الموضوعات التي تعالج قضايا الإنسان والمجتمع. يقول في ذلك الدكتور مجيب الرحمان أستاذ الأدب العربي في جامعة جواهر لال نهرو ، نيودلهي ورئيس التحرير لمجلة هلال الهند (الحائز على جائزة فخامة رئيس جمهورية الهند “بدريان وياس سمان” لخدمة اللغة العربية 2012م) في خطاب الترشيح لهذه الكاتبة الكبيرة: “تعد الكاتبة والشاعرة وفاء أحد أكثر المبدعين العرب تأثيراً في العالم العربي حيث تركت بصمات عميقة في الأدب والثقافة العربية بتنوع وغزارة وجودة أعمالها في شتى فنون الأدب العربي من الشعر والرواية والقصة والقصة القصيرة جداً التي ناهضت بها الحروب ودافعت عن الإنسان المقهور وحقوق المرأة والطفل إضافة لدورها النشط والفاعل كسفيرة للسلام من خلال منظمتها في لندن( المنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام) لنشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب والأديان حول العالم. لقد منحت كتاباتها كلها صوتاً لملايين الأشخاص الذين لا صوت لهم والمهمشين والمضطهدين في بلدها وكافة البلدان العربية وحول العالم . لقد صورت الأديبة القديرة بوضوح ودقة محنة الشعوب التي عانت من ويلات الحروب والقتل والتشريد من خلال رواياتها وقصصها المبهرة”.

وقد لقبت الكاتبة بسفيرة السلام الدولي لأنها تنشد سلام النفوس والضمائر والعيش بحرية وسلام للإنسان أينما وكيفما كان حسبما صرحت في حوار مع موقع “الأدب نيوز”. أسست المبدعة وفاء المنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام والتي يقع مقرها الرئيس بلندن ويزيد عدد مكاتبها على ٤٣ في مختلف دول العالم، وهي تواصل ليلها بنهارها لتحقيق أهداف سامية لهذه المنظمة، وهي نشر ثقافة السلام وثقافة التعايش السلمي في العالم كله ورعاية التخصص في جميع المجالات الأدبية والفنية ومد جسور التعاون مع المؤسسات المدنية في جميع بقاع العالم، والاهتمام بحقوق المرأة والطفل والعناية بالبحوث والدراسات ومساندة المبدعين والمتميزين من الشباب، وهذه المنظمة مرخصة من المملكة المتحدة ومن الأمم المتحدة لعملها الإنساني ودورها الكبير في نشر المحبة والتسامح والسلام محليا وعالميا.

والشيء الذي يتضح من دراسة الحياة الأدبية لهذه المبدعة الكبيرة أنها أدركت مبكرا أن الأدب قوة ناعمة فعمدت إلى تطويع الأدب لخدمة الإنسانية والمجتمع عبر نشاطاتها وأعمالها السردية والشعرية، فكثر الاهتمام بأدبها لذلك، وتناوله النقاد والكتاب نقدا وتحليلا، وأقبل الباحثون على كتابة رسائل الدكتوراه والماجستير حول منجزها الأدبي في جامعات عربية وأجنبية، وعدد الأطاريح يزيد علي مئة وخمسين، واختير عملها في ٤٤ جامعة كمادة دراسية أيضا، وقد نالت أعمالها جوائز عالمية وترجمت إلى اللغة الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والكردية، والإيطالية، والفارسية، والألمانية والأمازيغية والأردية.

وكل ذلك يدل على أن شخصية الدكتورة وفاء شخصية عالمية، وقد رشحت لجائزة نوبل للآداب من منظمات عالمية من مثل مركز الحرف التابع لجامعة ستراتفورد الأمريكية عام ٢٠١٧م، ومن “مركز الترجمة” التابع للأمم المتحدة عام ٢٠١٩م، ومن الأكاديمية الدولية للكتاب والمفكرين العرب والاتحاد الدولي للكتاب العرب عام ٢٠٢١م. وهناك مؤسسات عديدة أيدت ترشيحها لجائزة نوبل للآداب، و اتحاشى ذكرها هنا خشية الإطالة، ولكنني سأذكر ثلاثة ترشيحات أرسلت من الهند، وأولها من الدكتور مجيب الرحمان أستاذ الأدب العربي في جامعة جواهر لال نهرو، نيودلهي ورئيس التحرير لمجلة هلال الهند، وثانيها من أكاديمية التميز بالهند، وثالثها من الدكتور ذاكر حسين رئيس الدراسات العربية بجامعة مدراس والأمين العام لجمعية اللغة العربية بولاية تاميل نادو. وهذه الترشيحات تشيد بمجملها خدمات المبدعة وفاء رزاق محمد في إثراء الأدب العربي وتنوه بأعمالها الإبداعية والإنسانية لبناء عالم أفضل حيث يسود السلام والأمن والتسامح. نحن نتمنى لهذه الكاتبة القديرة النجاح والتوفيق ونأمل أنها ستضيف جائزة نوبل مرة ثانية في رصيد الأدب العربي بعد نجيب محفوظ وترفع شأن العربية وكل من ينتمي إليها في أقاصي الأرض ودانيها بأدبها الإنساني الخالد.